سكّر البول
هو عبارة عن تصاعد معدّلات السكّر في الدّم عن حدودها ومعدّلاتها الطبيعيّة، ممّا يضطر الكلية أن تمرّر كميّات منه أثناء عمليّة الغسل، ليتم تصريفه والتخلّص من الزائد منه عبر البول. ويبلغ معدّل السكر في دم الإنسان الطبيعي السليم من سبعين إلى مائة وعشرين مليغرام في كل سنتيمتر واحد مكعب من بلازما الدّم، فإذا ما زادت هذه النسبة لدى شخص ما عن معدلها الطبيعي فهذا يعد مؤشراً كافيّاً على أنّ هذا الشخص مصاب ويعاني من مرض سكّر البول، أو بأنّ الكليتين تعانيان من خللٍ ما بحيث تمرران عبر البول كميّات غير زائدة عن المعدّل الطبيعي من السكّر، ويتم التشخيص النهائي بأنّ هذا الشخص يعاني قطعياً من مرض السكري عبر فحص الدّم. أمّا السبب الرئيسي وراء زيادة نسبة السكّر عن المعدل الطبيعي بشكل عام فهو يعود على أنّ خلايا بيتا التي هي جزء من خلايا لانجرهانس والموجودة على سطح غدّة البنكرياس قد أصبحت عاجزةً كلياً أو جزئياً عن إنتاج هرومون الغنسولين المسؤول عن عملية ضبط معدّلات السكّر ضمن المعدّل الطبيعي المسموح به في الدّم، ممّا ينتج عن ذلك زيادة لنسبة السكر في الدّم، ولا يبقى هنالك من مجال للتخلّص منه من الجسم إلا من خلال الكليتين أثناء عملية الغسل ليتم تمريره عبر البول بعد ذلك. وتبدأ أعراض حالة وجود مرض سكري البول بشعور المريض بالعطش الشديد وشربه المستمر للماء والسوائل دونما فائدة، فيبقى شعوره بالظمأ مستمرااً واستهلاكه للماء والسوائل الأخرى مستمرّاً جرّاء ذلك، ويصاحب ذلك بديهيّاً الذهاب المستمر والمتواصل لدورة المياه لقضاء الحاجة المستمرّة للتبوّل للتخلّص من السوائل الزائدة في جسمه. ومهما حاول المريض التوجّه للأعشاب الخاصّة والوصفات الشعبية للتخلّص من هذا المرض تبقى الحاجة في معظم الحالات إن لم يكن في كلّها هو ضرورة الاستعانة بالدواء الوحيد المتوافر حتّى الآن، ألا وهو الحقن بالإنسولين أو تناول الأدوية المساعدة التي تقوم على تحفيز إنتاجه داخل الجسم، وذلك في الحالات التي لا زالت فيها خلايا بيتا تملك ولو جزءا ضئيلا من الفعالية على إنتاجه وليست عاجزة تماما عن ذلك، لأنّه في الحالة الثانية يظل الأمر لا مناص فيه من اللجوء إلى الحقن بالإنسولين . وإجمالاً يجب الابتعاد عن الإكثار من تناول السكريّات، والأغذية المشبّعة بالنشا، والدهون، والكربوهيدرات، لأنّ هذه المواد تعمل على زيادة السكّر في الدّم، ونقله عبر البول بعد ذلك
0 التعليقات:
إرسال تعليق