ارتباط الصوم بالاقتصاد
إن تشريع الله - جلت حكمته - للبشر يكون دائمًا وأبدًا لتحقيق مصالحهم، فالصيام يعد مصحة للأبدان حيث تتخلص من الدهون والسموم التي تجلب لها الأمراض..
كما أن الصيام يكون علاجًا لأمراض كثيرة كضغط الدم، والسكر، وتصلب الشرايين، وتجلط الدم، وقرحة المعدة، وعلاج العقم عند النساء، وغير ذلك من أمراض العصر.
ويعد الصيام أيضًا حصنًا ووقاية لخلايا الدم الأولية غير الناضجة، وحجم كرات الدم الحمراء، ويقوي أجهزة المناعة في الجسد.. وغير ذلك.
نعم.. الصوم وقاية للبدن، ويعمل على سلامة الأعضاء، ومن ثم يقوى الجسد، وتتربى فيه رغبة العمل الذي يتحصن بأسمى الأخلاق.. وبخاصة ما يتصل بالصدق والأمانة، والمحافظة على الوقت، وإتقان الصناعة وتجويدها، والتجارة وترويجها، والزراعة ومنتجاتها مع تحصين ذلك كله بالإخلاص ومراقبة الله - عز وجل -، عندئذ يزدهر الاقتصاد، وتروج مصالح البلاد والعباد.
الاعتدال في النفقات سمة تعبدية في رمضان وفي غير رمضان:
إن شهر رمضان شهر صيام، وليس شهر طعام وشراب، وليس معنى ذلك التقشف والتضييق، ولكن مراد الشارع الاعتدال في ضوء قوله تعالى:﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا ﴾ [الأعراف: 31].
ولذا نقول: إن زحام الناس في الأسواق على الطعام والشراب، وإعداد الوجبات التشكيلية من المشويات والمحمرات، والمسلوقات فضلًا عن الشراب بألوانه المختلفة كل ذلك يعد تبذيرًا وإسرافًا، يدمر الاقتصاد والأبدان.. نعم نأكل ما نشتهي ولكن - كما قلت - بالاعتدال.
إن فوائض الأطعمة والمشارب التي تلقى في المخلفات تسهم في تدمير الاقتصاد، وتقديم الوجبات على قدر الحاجة والضرورة يعد إسهامًا فعالًا في الاقتصاد، وقس على ذلك كل التصرفات.
رزقنا الله الاعتدال ووقانا الإسراف وأهله
0 التعليقات:
إرسال تعليق